الطفرة: المال الجنوني، والتجار الكبار، وصعود الفن المعاصر

إن الصعود السريع لأكبر سوق مالية غير خاضعة للتنظيم في العالم ـ للفن المعاصر ـ يرجع إلى قِلة من التجار المتحمسين والمخادعين والعنيدين. وهم قادرون على صنع أو تدمير حياتهم المهنية وثرواتهم.

إن سوق الفن المعاصر عبارة عن قوة عالمية هائلة، حيث يتم عقد صفقات بملايين الدولارات مع انتقال المشترين الأثرياء من معرض إلى آخر، ومن مزاد إلى مزاد، ومن حفلة إلى حفلة متألقة. ولكن كل هذا لن يحدث بدون التجار ـ صناع الذوق الذين يدعمون الفنانين الناشئين ويوجهونهم إلى النجاح، وغالباً ما يشاهدونهم وهم يخطفون من قبل منافسين.

يعمل التجار في عالم خاص من اتفاقيات المصافحة، حيث يتفاوضون للحصول على أعلى العمولات. ويكتب مايكل شنايرسون، وهو محرر مساهم منذ فترة طويلة في مجلة فانيتي فير، أول تاريخ نهائي على الإطلاق لأنشطة التجار. وقد تحدث إلى كل ما يسمى بتجار اليوم الكبار ـ لاري جاجوسيان، وديفيد زويرنر، وأرن ومارك جليمشر، وإيوان ويرث ـ إلى جانب عشرات التجار الآخرين ـ من إيرفينج بلوم إلى جافين براون ـ الذين عملوا مع أعظم الفنانين في عصرهم: جاكسون بولوك، وآندي وارهول، وساي تومبلي، وغيرهم.

يبدأ هذا التاريخ المتنوع في منتصف أربعينيات القرن العشرين في فقر مدقع مع مجموعة متناثرة من المعارض الفنية في وسط مانهاتن، ويأخذنا عبر استوديوهات كوينتيز سليب المتهالكة في الخمسينيات، والمواقع العصرية في سوهو وتشيلسي، وبوند ستريت في لندن، وعبر شرفات آرت بازل حتى يومنا هذا. والآن، يبحث التجار والمزادون عن أول لوحة بمليار دولار. لم يحدث هذا بعد، لكنهم واثقون من قدرتهم على دفع السعر إلى هذا الحد قريبًا.